الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

ثورة المنصات وزواج القاصرات


         ثورة المنصات وزواج القاصرات

 لقد كنا بحاجة الى الساحات والمنصات والمكرفونات  في البدايات الاولى لثورتنا من اجل تعبئة الراي العام الجنوبي والدفع به نحو الخروج إلى الشارع والالتحاق بالثورة حتى يقوى عودها وتكون قادرة على الوصول إلى الغايه وتحقيق ألهدف  وكانت وسيلة مرحلية للعبور بالثورة من مرحلتها  الأولى إلى المرحلة اللاحقة لها ولم نعد اليوم بحاجة إليها بل أنها اصبحت عقبة كبرى اوشكة على إخراج   الثورة الجنوبية عن جاهزيتها وأفراغها من مضامينها وأصبحت  الاحتفالات والمهرجانات  كأنها تعبر عن أفراح  وليالي ملاح  وليس عن وجع والم واحتلال وقتل وسجن وتنكيل .  لقد حول  المال السياسي الثوره الشعبية الجنوبية وزخمها إلى ثورة  منصات ومكرفونات واحتفالات ومعها تحول المناضلين من اجل الوطن الى شقاة في سوق النضال  يتبارون في المنصات والخطب لكي يثيروا متعهدي الدفع حتى يجزلوا لهم في  العطاء فأبشروا أية الجنوبيين الأحرار لقد اصبح لديكم سوقاً للنضال  واصبح بمقدور الميسور ماديا ان يبتاع له مناضلا او أكثر  من ذالك السوق٠ وان كنتم تجهلون ذالك فسوف يأتي الوقت الذي سوف نسمي فية  المؤجر والأجير والشاقي و شقاه  
أننا اليوم وأنا اقصد هنا الشباب أمام سؤال مهم. والإجابة علية تحدد لنا طبيعة ونوعية الأعمال الثورية   التي يجب ان نقوم بها  والسؤال هو هل نحن في احتفالية وفي مرح ؟ هل نحن نعيش حياة رغده ورخاء وازدهاروامن واستقرار ونخرج إلى الساحات والمنصات  ونتجاذب  المكرفونات لكي نعبر عن ذالك الفرح ؟أم أننا في محنة وفي مصيبة وكارثة نعاني الويلات والمصائب والقتل  وندفن كل ساعة شهيد . والمشافي  مليئة بالمصابين والجرحى   ؟ بالتأكيد بأننا في حال يرثى لها  احتلال وقتل وسحل وتشريد وسجون ومعتقلات  والآجدر بنا ان نعبر عن سخطنا وغضبنا مما حل بنا ولايمكن ان نعبر عن ذالك بالفرح والابتهاج  واعتلى المنصات والقاءالخطب على مسامع المؤيدين  واستفزاز الصامتين والمعارضين
كيف سنسمع العالم صوتنا ؟ بالتأكيد لن يكون  بالمهرجانات الاحتفالية ولا  بالخطابات والكلمات الرنانة  بل بالغضب والسخط وتعطيل الحياة العامة ومن المفترض بنا ان نحرق الارض  تحت اقدام ذالك المحتل البغيض ويجب ان تكون  ثورتنا السلمية ثورة  حقيقية وأفعالها قوية ومؤثرة نجترح فيها وسائل وأدوات وطرق جديده  للعمل الثوري السلمي  تنهك عدونا وتجبر العالم على التعاطي معنا و الاستماع لصوتنا والنظر إلى ثورتنا   واحترامها واحترام أردة شعبنا الحرة ولن يكون ذلك بالاحتفالات واعتلى المنصات والسباق على المكرفونات  لأنة لا توجد في العالم اجمع ثورة منصات ومكرفونات  على الإطلاق  
لقد تركنا المحتل يقتل ويسجن ويشرد وينهب ويسلب  فينا وفي أرضنا ويعبث في وطنا وأمنناواستقرارنا ونحن نلهوا بالمنصات والخطب بل ونتصارع في السباق على اعتلائها واحتكار المكرفونات وترويج الدعايا لشخوص  وتمجيدهم ورفع الصور  وكأننا في معترك انتخابي نتبارى وتتنافس على اعتلى سدة الحكم إلى اين ؟ والى متى سنظل نجهل الطريق إلى هدفنا ؟ ومتى نعرف  معنى الثورة ؟ وكيف نثور ؟
 ان المرحلة التي نمر بها اليوم هي مرحلة حصاد لما زرعه الشهداء  وكانت بذورة جماجمهم وروتها دمائهم فهل نستطيع حصاد تلك الثمرة أم لا  ؟
 اية الشباب الجنوبي الحر لقد وضعنا انفسنا وشعبنا في سجن كبير أسمة الساحات ووفرنا على عدونا هم المعتقلات التي كان يزج بالجنوبيين إليها أفراداً وجماعات  واصبحت احتفالاتنا ومهرجاناتنا ونصب المنصات وإلقاء الخطب أشبه بزواج القاصرة التي يزفها  أهلها ويفرح لها الجميع وهم يرسلونها  الى حتفها ومصيرهاالمجهول
                               بقلم الهمام الربيعي
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق