الجمعة، 12 أبريل 2013

رسالة من مواطن عربي الى البيت الأبيض والشعب الأمريكي


رسالة من مواطن عربي الى البيت الأبيض والشعب  الأمريكي 
انطلاقاً من إيماننا المطلق بان كل شعوب المعمورة شركاء في هذا العالم  فقد بات من الضروري في هذه المرحلة ان يسهم الجميع بدور حقيقي وفعال  في إرساء قواعد العدل والمساواة بين دول وشعوب العالم بما يخدم  ويعزيز الامن والاستقرار العالمي  ويحمي المصالح الاقتصادية المشتركة  
لشعوب العالم الامر الذي يفرض نفسة على امريكا وحلفائها لإعادة النظر في مضمون السياسات التي تنتهجها تجاه شعوب المنطقة وتعمل  على تغيير تلك السياسات بما يتناسب والواقع على الارض  بعيداٍ عن حسابات خططها وبرامجها المعدة سلفاً والتي أصبحت لا تتناسب ولا تلائم المتغيرات  الدولية الحالية  وخصوصاً بعد ان تأكد بأن العالم اصبح صغيراً جداً وان جميعنا يتأثر سلباً وايجاباً مع المتغيرات والأحداث التي يمر بها  العالم بغض النظر عن البعد الجغرافي عن موقع الحدث  نفسة وعلى الجميع. ان يدركوا بان  كل الشعوب شركاء في هذا العالم وعلى امريكا وحلفائها والدول العظمى والغنية بان يتقبلوا  دول وشعوب العالم الثالث والفقير كشركاء حقيقيون معهم في  الامن والاستقراروالمصالح الاقتصادية والقضايا الدفاعية والأمنية  ومواجهة المخاطر المحتملة التي  تستهدف اي منهم   سوا كانت كوارث طبيعية او بيئية  او عسكرية وعلى امريكا والدول العظمى ان يعيدوا حساباتهم على اساس الشراكة المتكافئة مع باقي دول العالم وشعوبها بما يضمن تكافؤ الفرص واقتسام المصالح  وحفظ الحقوق الخاصة والعامة لكل شعوب المعمورة بغض النظر عن حجم قوتها وثقلها الاقتصادي والعسكري    وعليهم ان يدركوا  بان مبداء الشراكة مع العالم من اجل  الحفاظ على امن واستقرار أمريكا والدول العظمى وحماية مصالحها  فقط بات أمراً لا يخدم الامن ولا الاستقرار  في العالم ولا يمكن لة ان يحمي مصالحهم
  فكيف لمن يفتقد الامن والامان والاستقرار  لنفسة  ان  يؤمنه  لغيرة  وكيف لجائع ان يوفر الطعام لآخر    وكيف لكم  ان تطالبون شعوبا  تعيش تحت وطأة الاحتلال و القهر والظلم والاضطهاد  ويمارس ضدها القتل والتشريد والتنكيل  ان تنبذ العنف  وتلتزم بدمقراطية  الموت المفروضة عليها والمدعومة أمريكياً   وليس ما يحصل في عدن وباقي مدن وقرى الجنوب العربي المحتل  ببعيد عن ذالك الأمر   ومن هناء فإن امر إعادة أمريكا النظر في السياسات التي تنتهجها في المنطقة والعالم  اصبح أمراً حتمي وضروري لخدمة المصالح الاستراتيجية لأمريكا وأمنها القومي   وبما يخدم الامن والاستقرار العالمي ويعزز الشراكة الحقيقية  والمتكافئة بين شعوب العالم  ومن اجل ان تتجلى وتتضح الصورة اكثر لابد لنا من طرح بعض الحقائق و التي نوجزها بالنقاط التالية  :-        
   
اولا لم يعد العالم اليوم كما كان بالأمس  وإذا كان قادة  العرب لايزالون  أغبيا فان  شعوبهم صارت تفهم وتدرك وتعي  ما لم يفهمه  ويدركة القادة  العرب وحكوماتهم  
ثانيا  أصبحت القاعدة  شركة استثمارية وبدأت فروعها بالانتشار  كفروع اي شركة  استثمارية كما اصبح الارهاب صناعة دولية رائجة  يتم تصديره  وهذا الامرجعل من القاعدة وصناعة الارهاب عمل تجاري مدر للأرباح وسوف  يكون مشجع للكثيرين في ممارسة ذالك النوع الجديد من الاعمال    خصوصاً بعد التعاطي الايجابي لأمريكا و الدولة لكبرى و الفاعلة مع  الأطراف التي تؤكد.القرائن والأدلة رعايتها.  وادارتها لتلك الاعمال التي تقوض الامن وتقلق السكينة    
ثالثا  ان سياسة امريكا والتغييرات التي تريد ان تحدثها في المنطقة  بشكل يؤمن مصالحها ويخدم امنها واستقرارها  لابد ان يكون لها ثمن وذالك  الثمن لن يكون باهضاً ولن تدفعه امريكا او غيرها من خزائنهم  لانة  ذاتي  يخص اصحابة ولن يكون اكثر من جزاء بسيط من  الحقوق المشروعة لتلك الشعوب  لكي  يكون هناك  نوعاً من المقايضة ( وليس التوازن) بين مصالح وأطماع  امريكا والدول الكبرى بالمنطقة   وبين حق شعوب تلك المنطقة بالحرية والحياة الكريمة وفقاً لخيارات  تلك الشعوب وإرادتها   وليس وفق إرادة أمريكية او دولية تفرض عليهم    لان شعوب العالم  ليست  طائرة أمريكية بدون طيار تحركها امريكا بالاتجاه الذي تريد وتحدد لها الهدف   الذي يجب ان تضربه  
رابعا اصبح العالم قرية صغيرة  في التعاطي مع الاحداث وليس بوسع امريكا او غيرها السيطرة علية وأصبحت لغة القوة والسلاح لا تجدي نفعا وهناك عوامل أخرى أصبحت هي العنصر الرئيس والمتحكم في صياغة كل شئ وقد نرى تحولاً كبيراً في ميزان القوى خلال العقود القادمة  اذا ما استمر الغرب وأمريكا في انتهاج نفس السياسة  تجاة الآخرين 
خامسا ان  مراعاة  الحقائق التاريخية  وضمان الحقوق الخاصة  للشعوب واحترام ارادتها هي الكفيلة بضمان  الامن والاستقرار الدولي والإقليمي   وتسهم الى حد ما في إعادة تشكيل  التوازنات الجديدة في  العالم وفقاً للحقائق والمعطيات على الارض والتي أفرزتها  السياسات الخاطئة   التي انتهجتها امريكا والدول الكبرى تجاة المنطقة والعالم  وبقدراً يحقق  الحد الأدنى لتطلعات تلك الشعوب  ويحترم أردتها التي كان التعبير عنها نتاج طبيعي  لتلك السياسات التي مورسة ضدهم لعقود من الزمن      
سادسا. تحويل القاعدة  الى  استثمار ونقل الصراع معها من امريكا و أوربا ونطاق مصالحهم  الى العالم العربي والاسلامي وممارسة سياسات الافقار  والتجهيل تجاه تلك الشعوب  ومصادرت حقهم في الحرية والحياة الكريمة  لايخدم العالم ولا امريكا ولايمكن ان يعزز الامن القومي الامريكي  او اقتصادياتها بل على العكس سوف يهدد العالم برمتة وتصبح المصالح الامريكية ومصالح العالم ككل مهدد في كل بقاع الارض  لان العالم اليوم اصبح  جسد واحد اذا اشتكى بعضة  تألم الجسد كلة  وعلى امريكا والدول الكبرى وحلفائهم  اعادة النظر في  حساباتهم  وفقاً لقاعدة( ان امن واستقرار وازدهار واحترام حقوق ومصالح كل شعوب العالم  وضمانها  هو جزء لا يتجزاء من امن واستقرار وازدهار امريكا والدول الكبرى وحلفائهم والضامن الحقيقي لمصالحهم واحترام العالم لها       
سابعا  هناك قصور في قراءة التاريخ ومعرفة الحقائق لدى الجانب الأمريكي لقضايا الجزيرة العربية وتاريخها و يتكرر هذا  في اكثر من بقعة في العالم وهو ما يجعل امريكا تدفع ثمن ذلك الغرور في تجاهلها للحقائق التي تعكس بظلالها على  أمنها القومي وآمن العالم ومصالحها الاستراتيجية ومصالح العالم ككل  
ثامناً امريكا تبني سياساتها على  أساس الكسب الآني والسريع اكان ذلك بالوسائل المشروعه او الغير مشروعه وهذا يضر باقتصاديات العالم النامي ويمس وجودة وهو ايضاً ما عرض  ويعرض استراتيجية الامن القومي الأمريكي  ومصالحها الاقتصادية للخطر و ما الأزمة الاقتصادية  التي تمر بها امريكا اليوم الا خير شاهد ودليل على عجز وفشل تلك السياسة الغير مجدية                                   انتهى 
  
  بقلم الهمام الربيعي