الجمعة، 28 نوفمبر 2008

إلى فخامة الرئيس وأبناء الشمال حافظوا على ماهوأنبل من وحدة الارض والثروة
كتابات حرة الخليج – لندن " عدن برس " خاص : 17 – 10 – 2008 ( بقلم : الهمام الربيعي ) بادي ذي بدا أزف التهاني إلى شعبنا في ا لجنوب الحبيب بمناسبة مرور 45 عام على انطلاق ثورة الجنوب الاولى في 14أكتوبر 63م من اجل التحرر والانعتاق من الاستعمار البغيض وبنفس الوقت نعزي أنفسنا وابنا الجنوب عامه واسر شهدا ثورة أكتوبر الأولى واسر شهدا ثورة الجنوب الثانية ابتداء من منصت الحبيلين ردفان إلى عدن وأبين وحضرموت وكل مناطق وجبهات الجنوب . وبهذه المناسبة ووفقا لما تمليه علينا كل القيم الدينية والأخلاقية والانسانية فأنني وجدت انه من الضروري أن أتوجه بهذه الرسالة الى إخوتنا بالشمال ، والى فخامة الاخ على عبدالله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية مخاطبا إياهم من قلب اخوي صادق مثقل بجراح مؤلمه ، كنتم  ولازلتم السبب فيها ، واعتبر هذه الرسالة هي لسان حال قلب كل جنوبي من داخل ارض الجنوب الحبيب ومن خارجه في الشتات ، واني أحاول من خلالها ان أخاطب فيكم صفوة القوم من أدباء ومثقفين ومفكرين وكل أصحاب العقول النيرة الذين يستشفون ويقرؤون الواقع قراءه حقيقة وادعوهم الى ان نضع أيدينا في أيدي بعضنا من اجل الحفاظ على ما هو أسمى وأنبل من وحدة الأرض والثروة. ان الكثير من ابنا الجنوب ان لم يكونوا جميعهم والقليل من ابنا الشمال قد نبهوا الى ما نحن فيه اليوم وذلك من بداية الوحدة مرور في حرب صيف 94م ووصولا الى ما نحن عليه اليوم ومن كل ما تم فان قلوب ونفسيات ابناء الجنوب مثقله بالكثير من الجرح والماسي والأحزان نتيجة لما مارسه ويمارسه نظام الجمهورية العربية اليمنية من اليوم الاول للوحدة استهدفت النيل من كل القيم الأخلاقية والإنسانية وتدمير دولة النظام والقانون وإحلال النقيض لها وعلى ذلك كله فأننا قد وصلنا اليوم إلى مفترق طرق يستحيل العودة الى الخلف مهما يكن وتلك حقيقة يعرفها كل أصحاب العقول النيرة الذين ينظرون الى الأمور نظره واقعية حقيقية مجردة من حب التملك والاغتنام  وتحقيق المكاسب الخاصة  وان الوحدة الحقيقية وحدة الإنسان اليمني قد تم اغتيالها من خلال توجيه الضربات لها ضربه تلو الأخرى بدء من اليوم الأول حتى استشهادها في صيف 94م ونحن اليوم نقف وقفه جادة مع الذات من اجل تلافي ما هو اسمى وأعظم من الوحدة ، ونحن بالجنوب وللامانة نعتبركم المسئولون عن اغتيال الوحدة التي قدمنا من اجلها الغالي والنفيس ،  ولكن لا يزال هناك شي أغلى واثمن من الوحدة الا وهو العلاقات الإنسانية والروابط الاجتماعية بين ابناء الشمال والجنوب والتي لم  تصل الى درجة الموت بعد ، وعليه نتمنى  ان لا تتحول جراح ابناء الجنوب الى حقدا دفينا تجاه الشمال، ونتمنى ان لا تزرعوا الحقد وتنمو السلوك العدواني لدى ابناء الشمال تجاه الجنوب ، أنكم اليوم مسئولون ، اذا كانت الوحدة قد ماتت وانتهت فانه لابد لان نحافظ على هذه العلاقات والروابط ، وعلينا ان نعي جيدا بأنه من حقنا ان نعيش حياتنا وانه لا يجوز لنا ان نصادر حقوق الآخرين من الأجيال القادمة ونسلبهم حقهم في العيش والتعايش بسلم وامن وطمئنانية وان لا نحرمهم من حقهم في محاولة إصلاح ذات البين وإعادة النظر في وحدة حقيقية تلتقي فيها الأهداف السامية  وتتعمق فيها القيم الانسانية النبيلة  التي ستوصلهم الى النقطة التي لم نستطيع نحن الوصول اليها ان المرحلة صعبه وغاية في التعقيد وبحاجه الى شجاعة وإقدام ، بل والى تضحية  وعلينا ان نضحي بما هو فاني من اجل الحفاظ على ما هو اسمى وأنبل . أن الجرح قد تعمق في نفوس الجنوبيون وان المزيد من الضغط وممارسة القوة وشراء الذمم لولاءات وقتيه لا يفيد ولا ينفع وان الدبابات والمدافع لا تستطيع ان تزيل جراح ابناء الجنوب  وإنما سوف تحولها الى حقد دفين لا يمكن ان يمتحي ، وانكم كلما تماديتم في الأمر كلما ازداد سؤ ، قد ربما تستطيعون ان تطيلوا من معاناة أبناء الجنوب  ومن أحكام السيطرة على ثرواتهم ونهبها ولكنكم بذلك تزيدون الطين بله وان النتيجة في نهاية المطاف هي تحرير وطن محتل من استعمار غاشم ، ولكن نتمنى ان يكون فك ارتباط وليس تحريرا لأننا لا نريد ان نصوركم بالاحتلال ولا نرغب ان يتعمق الشعور في نفوس ووجدان ابنا الجنوب تجاهكم شعبا ونظاما  بالمستعمرين الناهبين للأرض والثروة والطاردين لسكان لان الشعور تجاه الاحتلال سيكون حقدا وكراهية  وذكريات مؤلمه وموجعه سوف يورثها الآباء لأبنائهم وهو مالا نريده  ان وحدة الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تمت بطرق ودية وديمقراطيه ، ونتمنى ان يكون فك الارتباط بنفس الطريقة ، بل وأرقى منها. أننا نعرف صعوبة اتخاذ قرار مثل هذا ولكن الواقع هو ا من يفرض عليكم اتخاذه ، وان المرء منا يجب عليه ان يتحمل مسؤولية وتبعات أفعاله، وانتم أخواني ابناء الشمال رئيسا وشعبنا قد اقترفتم خطاء ، لا بل أخطاء جسام في حق الجنوب وفي حق الوحدة اليمنية ككل ، وأنا اعني هنا الرئيس ونظام الحكم في العربية اليمنية  لما مارسوه وما أقدموا عليه من أفعال تجاه الوحدة والجنوب ، وأبناء الشمال بمصمتهم ومشاركتهم لنظامهم أفعاله الشنيعة تجاه الجنوب. ان التاريخ يعيد نفسه من جديد واليكم فخامة الرئيس على عبدالله صالح  الفرصة سانحة أمامكم من اجل ان يكون لكم شرف الحفاظ على  أواصر الإخاء والمحبة والوئام ، وكل الروابط الاجتماعية والانسانية والدينية التي تربط بين الشمال والجنوب وأنها لأسمى وأنبل من وحدة الأرض والثروة التي تفرضونها بالدبابات والمدافع  وان التاريخ سيخلدكم مره أخرى لموقف مثل هذا وستغفر لكم الأجيال القادمة من أبناء جمهورية اليمن والديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية كل الأخطاء والهفوات التي أدت بكم الى إعلان فك الارتباط ، وان إعلانكم إعادة الاعتبار للجنوب ولدولته لهو شرف لكم ، ونتمنى ان  تحضون بهذا الشرف وتكونوا من صناعه ، ونتمنى ان لا يتم بطرق أخرى لا يرغبها أبناء الجنوب ولا يستفيد منها ابناء الشمال . 
 

ليست هناك تعليقات: