إلى أبناء الشمال .. صمتكم يؤكد موافقتكم على احتلال الجنوب(بقلم : الهمام الربيعي)
الخليج – لندن " عدن برس " خاص : 9 – 10 – 2008
ان امتهان كرامة الإنسان ومصادرة حقوقه تعتبر من اكبر القضايا التي تجرمها الإنسانية وتسعى المجتمعات المتحضرة بالعالم الى ضرورة الحفاظ على حقوق الشعوب من اجل تأسيس قاعدة للحرية والديمقراطية والتعايش السلمي بين الشعوب والأفراد، وان المتابع لمجريات الأحداث على الساحة الدولية يرى عن قرب ذلك التعاطفوالتفاعل مع كل القضايا الإنسانية لشعوب المضطهدة وعلى مراء ومسمع من العالم كله نلاحظ العديد من الجمعيات الاسرئيلية التي
تم تأسيسها للمطالبة بحماية الشعب الفلسطيني والحقوقلهذا الشعب الذي تحتله دولة إسرائيل .
ونلاحظ نشاطات حثيثة لتلك الجمعياتوالتظاهر من اجل محاولة ردع التصرفات الرعناء التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد ابناء فلسطين وهم يختلفون معهم بالدين والعرق ويوجد اختلافا جذريا في تكوين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي ولا يوجد لديهم اي قاسم مشترك يدفعهم الى الوقوف بهذا الموقف غير احترام الإنسانية وحقوقها وحبنا بالتعايش السلمي بين الشعوب وعدم مصادرة حقوق الآخرين ، هذا هو الشيء الذي لم نلمسه نحن في الجنوب من بني جلدتنا الذين نشترك معهم بالدين والنسب إخواننا في شمال اليمن والذين لم يترددوا لحظه واحدة منذ صيف 94م في تشكيل التجمعات والتحالفات من اجل نهب الجنوب وتشريد أبنائه وبل يعززوا ويدعموا كل الممارسات اللا إنسانية التي تمارس ضد ابنا الجنوب ، الذين قدموا كل يملكون طواعية ودون إكراه لمشروع الوحدة الذي تم تحويله الى احتلال وعلى مراء ومسمع من أبناء الشمال الذين يفترض بأنهم أخوة لنا في الدين والعقيدة ، ويجب ان نؤمن جانبهم ويبادلوننا الوفاء بالوفاء لا بالغدر والخيانة وسلب الوطن منا ، نحن رضينا بان نقاسمهم وطنا وهم استكثروا علينا العيش في هذا الوطن
بل والأدهى من هذا أنهم أباحوا دمائنا واحلوا وبالفتاوى الشرعية لقتل الجميع حتى النساء والشيوخ والأطفال ، واحلوا أموالنا غنيمة لهم فاستباحوا الجنوب ونهبوا كل ما فيه ولازال النهب إلى يومنا هذا ويدافعون با استماتة على حقهم
المزعوم في نهب الجنوب وتشريد أبنائه وذلك عرفانا منهم للجنوبيين عن ما قدموه لهم في وحدة 90م وكذا ما قدمه البعض لهم في حرب العدوان في صيف 94م .
ومن هنا أتسائل وأقول أين أنتم يا أبناء الشمال أيها المسلمون يا أصحاب العقيدة السمحة والدين الحق من الأعمال الإنسانية التي تقدمها الجمعيات اليهودية من حماية وتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني من ابتزاز وتنكيل الجيش
الإسرائيلي ،هل سألتم أنفسكم وانتم تشاهدون الاسرئيليون يتظاهرون تضامنا مع قضايا الشعب الفلسطيني العادلة عن موقفكم حيال ما يمارس ضد أبناء الجنوب من ظلم وقهر وامتهان وسلب للحري والكرامة والممتلكات ، ان استعمار الشعوب لا يدوم والظلم نهايته الى زوال مهما طال الزمن وان مواقف الشعوب لنصرت القضايا الإنسانية إنما يدل على تحظر المجتمعات والاعتراف بحقوق الآخرين فهل سترتقون الى مرتبات الشعوب المتحضرة وتعلنون موقفا ولو ضعيفا حيال قضية الجنوب المحتل من قبل نظامكم الهمجي الذي قضى على وحدة الشمال والجنوب وساعدتموه انتم في ذلك .
كما إنني أوجه السؤل إلى أولئك النفر من الجنوبيين الذين يرتبطون بمصالح ماديه مع سلطات الاحتلال وأقول لهم مثلما قلت لأبناء الشمالأين موقفكم الذي تتخذونه ضد وطنكم وأهلكم الى جانب من يحتلكم من مواقف جمعيات إسرائيلية تساند وتنصر القضية الفلسطينية ، هل تدركون ما تفعلون هل تدركون بان الاحتلال مهما طال زمن احتلاله لابد له من زوال ماذا ستقولون لأولادكم عن مواقفكم كيف ستواجهون أنفسكم وأهلكم في نهاية المطاف.
يا أبناء الشمال اعلموا بان السؤل هوا حق مشروع وسوف تكونوا مطالبين بالإجابة على الكثير من الأسئلة على الأقل للأجيال القادمة من أبنائكم أنهم سيسائلونكم لماذا حولتم الوحدة السلمية الى احتلال؟
لماذا أبحتم دماء وممتلكات إخوانكم ابنا الجنوب ؟
لماذا نهبتم وساعدتم على نهب ثروات وخيرات الجنوب؟
لماذا شردتم ابناء الجنوب من وطنهم؟
لماذا أقصيتم الجنوبيين من وظائفهم؟
لماذا وقفتم مواقف سلبيه تجاه الممارسات السيئة ضد الجنوب والجنوبيون؟
لماذا زرعتم الحقد في نفوس ابنا الجنوب تجاه الشمال؟
لماذا تركتم لنا هذا الإرث الثقيل من أحقاد وثارات وسلب ونهب طال الجنوب وأبنائه ؟
لماذا أفسدتم ودمرتم كل أواصر العلاقات والروابط مع الجنوب وقطعتم علينا الطريق الإصلاح ما أفسدتموه ؟
لماذا صادرتم حقنا بالعيش بسلام وامن جنبا الى جنب مع إخوتنا في الجنوب؟
وكثير من الأسئلة لا يوجد مجال لسردها هنا ، ولكن كان ذلك نموذجا لكي يقفالمرء منكم أمام نفسه ويسألها عن كل ما اقترفتموه بحق الجنوب وأبنائه كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر.
نسال الله العلي القدير ان لا تتوسع القضية الجنوبية لتصبح حقدا جنوبيا دائما تجاه الشمال وان يتدارك أصحاب العقول النيرة من ابنا الشمال هذا ويقفونبحزم ضد الظلم والممارسات الاستعمارية والغير إنسانية ضد ابنا الجنوب وان
يسعون الى إيجاد مخارج عمليه للقضية الجنوبية وفك الارتباط بطرق سلميه مثلما كانت الوحدة حفاظا على أواصر الود والإخاء والروابط الاجتماعية بين الشمال والجنوب وترك الفرص والخيارات مفتوحة للأجيال القادمة لإصلاح
ما أفسده أسلافهم.
ودمتم بكل خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق